ماذا يعني أن تكون شاعرا في زمن الحرب؟
،هذا يعني أن تعتذر
،أن تكثر من الاعتذار
،للأشجار المحترقة
،للعصافير التي بلا أعشاش
،للبيوت المسحوقة
،لشقوق طويلة في خاصرة الشوارع
،للأطفال الشاحبين قبل الموت وبعده
،ولوجه كل أم حزينة
!أو مقتولة
ماذا يعني أن تكون آمنا في زمن الحرب؟
،يعني أن تخجل
،من ابتسامتك
،من دفئك
،من ثيابك النظيفة
،من ساعات مللك
،من تثاؤبك
،من فنجان قهوتك
،من نومك المستقر
،من أحبائك الأحياء
،من شبعك
،من الماء المتاح
،من الماء النظيف
،من قدرتك على الاستحمام
،ومن المصادفة بأنك ما زلت حيا!
،يا إلهي
لا أريد أن أكون شاعرة في زمن الحرب
!تركت سندريلا غزة فردتي حذاءها ومضت
تركت جواربها ملطخة بكمية وفيرة من الدي ان
!ايه هذه المرة ليسهل العثور عليها
،ولكن وبكل ألم
!لا يوجد أمير يهمه أمرك يا صغيرتي
!كانت كل الحكايات القديمة كذبات كبيرة لينام الصغار حالمين
من يعيد لنساء غزة ضجرهن العادي
من يعيد لهن مكانسهن، قدور الطبخ و جلسة العائلة حول طعامها الساخن؟
من يعيد لهن انتظار عودة الصغار من المدارس؟
من يعيد لحظة الاستيقاظ في الصباح العادي وكسل الصغير الذي يسألها
!خمس دقائق نوم أخرى ليكمل الحلم
من يعيد لهن نهارهن الهاديء وحبل غسيل طويل؟
من؟
في الحرب
!أنا امرأة تنقص ولا تزيد
،تنقص طفلا
،تنقص بيتا
،تنقص شارعا كاملا
!تنقص حلما أو اثنين
!وفي الحب!
،لم أعد أعرف شكل الضحك
! منذ ذهب فارس الليل اﻷخير إلى شارع الضوء وحيدا
،سأقف في الطريق التي تؤدي إليه
من ابتسامتي تنبت مدينة تضحك
!وأشجار قلبي ستملؤها العصافي
،أنا المدينة التي تغسل البحر كل صباح وتودع النوار
أنا غزة
!لا سكر في المدينة!
،أريد أن اخبز كعكة ولا سكر في المدينة
،لا ابتسامات تهطل في الوجوه العابرة
،لا شرفات تطل على الأحلام
!والنوافذ لم تعد إلى أماكنها منذ آخر الحروب!
،أريد أن أخبز رغيفا ولا قمح في الحقول
لا يوجد سوى فزاعة متهالكة
!ترهب الفلاحين، ولا تخيف الغراب
،أريد أن اخبز قمرا
،ولا فرن يتسع لاستدارته الشاهقة
لذا قررت أن ألتهم قلبي نيئا
!فلا نار في المدينة